السبت، 20 أبريل 2013

كلمات عن الفنون



كلمات عن الفنون
** نظرا لأن المدونة مسماة بكلمة ( فنون )  فإنه من الواجب أولا تحديد هذه الكلمة وما هو المقصود منها ، لأن كثير من الخلافات والاصطدامات تحدث نتيجة الاختلاف حول مضمون الكلمات .
**   فالفنون المقصودة هي الابداع والابتكار في مجالات الحياة  البشرية بما يرفع الانسان الى أعلى درجات الرقي  ، تلك الدرجات التي يحصل فيها الانسان على حياة سعيدة آمنة ، ينعم فيها بكل ما وهبه الله من قدرات على التكيف في البيئة التي يعيش فيها ويطورها لصالحه .
 وللفنون أنواع كثيرة  لا حصر لها تبعا لكثرة المجالات في الحياة الانسانية ونذكر على سبيل المثال الآتي :    
**  الفنون التطبيقية التي يتم فيها الابداع والابتكار في صناعة الأشياء التي يستعملها الانسان في الأعمال التي يقوم بها .
** والفنون التشكيلية للابداع والابتكار في تجميل البيئة المرئية التي يعيش فيها الانسان.
** والفنون الموسيقية لامتاع النفس بأصوات جميلة تحثه على الاقبال على الحياة بالحب والتفاؤل .
** وفنون الشعر والأدب والالقاء والتمثيل والغناء ترقى بعقل الانسان وتجعله أكثر فهما للمجتمع الذي يعيش فيه.
**  وفنون قراءة القرآن والأحاديث والأدعية أو غير ذلك من الكتب المقدسة التي تزيد من اقبال الانسان على التأمل والتفكر والعبادة.
** وكلها ابداعات خص الله الانسان بها عن غيره من المخلوقات الحية ويمكن القول بأن الفن اسلوب حياة قائم على الابداع والتطوير.
** واذا كانت لأساليب الحياة البشرية درجات من الرقي فإن أرقى درجة من هذه الاساليب هي الأعمال الفنية الابداعية لأن الاعمال الفنية هي مرحلة صعود الى ما هو أفضل للانسان .
** أما الاعمال المعتادة التي تلتزم بالقواعد المتفق عليها سابقا فإنها تحفظ للانسان مكانه وحالته دون الهبوط ، ولكنها لا تدفعه الى الأمام والتطور إلا اذا لازمتها خطوات فنية مبدعة ومجددة.
** والمنتج الفني في جميع المجالات يمكن وصفه بأنه منتج جديد قابل للنمو والتجديد ، فاللوحة أو اللحن أو الكلمة تعتبر مدرسة لمن يشاهدها أو يسمعها وحافزا على استمرار المشاهدة والاستماع والتحديث.
** كما أنه في مجال الموسيقى نجد من الموسيقيين من انتقل من الآهات والمواويل الى ألحان جديدة مما أبهر غيره ووجهه الى أن يضيف الجديد على الجديد.
** ومن المقرئين من تفنن و أبدع في تلاوة القرآن واتبعه الآخرون ايضا .
** والفنون التي نقصدها هي التي وحدت الشعوب من جميع الأجناس والطوائف واللغات تحت شعار واحد وهي الانسانية وذلك لأن القيم الفنية في جميع المجالات الحياتية محسوسة لدى الانسان في كل مكان وبكل الثقافات واللغات والمعتقدات وان اختلفت درجات الاحساس بين الأفراد.
** فالجميع - في العديد من الفئات والثقافات - يستطيع أن يدرك القيم الفنية مثل الجمال والتوافق والتضاد .... وما شابه ذلك في كل أنواع الفنون ، أي أنها مثل اللغة المشتركة التي يفهمها جميع البشر تلقائيا وبدون معلم.
** وأن اجتماع البشر عن طريق لغة الفنون الموحدة وهي لغة الابداع والابتكار يمكن أن يقيهم شرور العنصرية التي يتولد عنها الكراهية والسلوك العدواني وضياع الأمن والسلام بين الناس  .
**فقد خلق الله البشر شعوبا وقبائل ، ولو شاء الله لجعل البشر امة واحدة ، فسنة الحياة هي التنوع ، والتعايش والتعارف ، وأن التشرذم والتعصب هو مخالفة لسنة الحياة ،
**وان كان الفن ( الابداع والابتكار) يرقى بالحياة البشرية فالتعصب بشتى أنواعه يؤدي الى هدم الحياة البشرية والعودة الى حياة الغابة التي يتحيز فيها كل كائن الى جنسه .
**وختاما ارجو التأكيد على أن الفنون المقصودة - في مدونتي - هي الابداع والابتكار في مجالات الحياة  البشرية بما يرفع الانسان الى أعلى درجات  الرقي ، وليس الفن هو الابداع والابتكار في جميع المجالات  ـ
** وعلى سبيل المثال أن الابداع في السرقة او النصب أو الاثارة أوالاحتيال أوالتعذيب أو القتل وغير ذلك لا يجب ادراجه ضمن الفنون لأنه يهبط بالحياة البشرية الى الحيوانية التي تنعدم فيها الأخلاقيات .
** تلك الحياة البشرية التي ميزها الله عن بالأخلاقيات والمبادئ والقوانين التي تنظم جميع الممارسات في عالم الانسان  .
العودة الى صفحة المحتويات



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق